اخبار

بسم الله الرحمن الرحیم

كلمة إمام مسجد الإمام علي آیة الله الدكتور رضا الرمضاني
لإستنكار الحملة الإرهابیّة في فرنسا

أعلن إمام و مدیر المركز الإسلامي في هامبورغ ضمن خطبة صلاة
الجمعة إستنكاره الشدید للجرائم الإرهابیّة البشیعة التي حصلت في فرنسا: إنَّ ما یثیر
الأسف الشدید هو ما حصل في الأیّام الأخیرة في مختلف بلاد العالم ، ألا وهي الحوادث التي قام بها الجُهلاء بالقتل و الخشونة تجاه
الآخرین و هيالتي نشرت الرعب و الوحشة في المجتمعات الإنسانیّة.

كما و حصلت حركات إرهابِیّة في البحرین،
سوریه، العراق و أخیراً في فرنسا و هي التي وقعت من جرّائها الكثیر من الضحایا من
المسلمین و الغیر مسلمین و إنّنا نُعلن أنَّ الإهانة الموجّهة إلی الأدیان سواءً
إن كانت ضد الیهودیّة أو المسیحیّة أوالإسلام جریمة كبری علی حدٍّ سواء.

إنَّ توجیه الإهانة إلی المقدّسات
في عقائد الآخرین تُعَدُّ من الجرائم و حتی في قوانین الدول الغربیّة. فإن یسمح
البعض من الناس لأنفسهم تحقیر و إهانة الأدیان السماویّة تحت عنوان حرّیّة البیان
من دون أن تكن لهم أیّة دلائل للقیام بتلك الإهانات ، فهذه الأعمال هي جرمٌ و حرام.    

 إنّ ما لا شك فیه هو أنَّ من أهمّ التعالیم
الأساسیّة في كلّ الأدیان الإلهیّة هي المحبّة و المودّة بین الناس بأجمعهم كما و
یجب علی كلّ الأفراد أن یعقدوا العلاقات فیما بینهم لیكونوا مع الآخرین و لا أن یكونوا
ضدّهُم. إنّنا نُشارك الإجتماعات التي تُعقدَ في مختلف المدُن في ألمانیا و منها
المؤتمر الشهريّ الذي یُعقَد في مدینة هانوفر مع مشاركة مُمَثِّلي الأدیان
الإبراهیمیّة و نُعلن بصراحة و تأكید علی أنَّ القیام بالخشونة بإسم الدین لا أن
حقیقة له ولا أن إستناد له أبدًا ، إذ أنَّ الله تبارك وتعالی هو الذي أرسل رُسُله
و منهُم موسی كلیم الله ع و عیسی روح الله ع وخاتم الأنبیاء و المرسلین محمّد
حبیب الله ص و كلّ الأنبیاء الذین قد أرسلهم الله تبارك و تعالی لم یكن بلاغُهُم
إلّا لنشر الصلح و الأمن و المحبّة بین الناس في كلّ المجتمعات البشریّة و لا
تأیید للخشونة في أيِّ دینٍ من الأدیان علی الإطلاق. 

إنَّ رئیس الإتحادیّة الأوربّیّة للعلماء و رجال
الدین الشیعة قد أكد علی ضرورة التحقیق 
ومعاقبة العاملین لهذه الحملات الإرهابیّة و البحث عن الذین هم یدیرون هذه
الجرائم  خلف الستار و سحب الأرضیّة عنهُم
و قد أكد علی أهمّیّة القیام بمنع هذه الحوادث البشیعة و قال: إنَّ الحملات الإرهابیّة التي حصلت في فرنسا
قد قام بها المجرمین في النهار وأمام أعین الناس.

و بالنظر إلی وجود المنظّمات و القوی الأمنیّة القویّة
في فرنسا ، یستطیع المسؤلین إلقاء القبض علی الذین أسّسوا و نظّموا و قاموا بإجراء
هذه الجرائم البشیعة بكلّ سهولة و لكنّ الأهمّ من كلِّ ذلك هو كشف المصادر الجذریّة
التي تؤدّي إلی القیام بهذه الأعمال و ما هي الأهداف التي یُراد التوصُّل إلیها
عند القیام بهذه الجرائم ضد البشریّة و من الذین یدیرونها من خلف الستائر. و الأمر الآخر هو من هم
الذین یُموِّلون هذه الأعمال البشیعة و من هم الذین تسرُّهُم هذه الحوادث المؤسفة
و ینتفعون بها.

إنَّما لا شك فیه هو أنَّ
هنالك أفراد في مختلف البلدان یُسَبِّبون قتل الأبریاء من النساء و الأطفال و
الشیوخ الكبار و الشباب و یقومون بهذه الجرائم بأمر من یعطیهم الأجور للقیام بها.

إنّنا نحکم و ننستنکر هذه
الحملة الإرهابیّة و نرجو من المسؤلین التوفیق للتوصُّل إلی جذور هذه البشائع و
معرفتها و أن یستطیعوا قلعها إذ لو لم یکن الأمر کذلک ، فإنَّهُم سوف یستمرّون في
الجرائم بالأنواع و السبل المختلفة للإستمرار 
في القیام بالأعمال الإرهابیّة.

و ما نذکره هنا هو لیس مجرّد شعار
، بل إنّه حقیقة یجب إجراؤها و لها أهمّیّتها للمسلمین لکي تنحلّ و تنتهي و یتوقّف
سفک الدماء البریئة من المسلمین و الآخرین من الغیر مسلمین.  

إنّنا نحمد الله تبارک و تعالی لصحوة المسلمین سواءًا إن
کانوا شیعة أو من إخوتنا من أهل السنّة إذ أنَّهُم   إستنکروا هذه الجرائم البشیعة جمیعًا
بالإتِّفاق و التضامن و حین إنعقد مؤتمر تقریب المذاهب في ألمانیا کانت المواضیع
المذکورة هي ما یخصُّ هذه الحوادث المؤسفة.

 و الحمد لله والسلام علیكم و رحمة الله
وبركاته 

آیة الله الدکتور رضا الرمضانی  إمام و مدیر المركز الإسلامي في هامبورغ                           

 

اترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Post comment