صلاة الجمعة

الخطیب:
مقامة مِن قِبَل حجة الإسلام و المسلمین الترابي

03.07.2015بسم الله الرحمن الرحیم

 الحمد لله ربّ العالمين الذی لا مُضادّ له في
مُلكه و لا مُنازِعَ لَهُ في أمره. الحمدالله الذی لا شريك لَهُ في خلقه و لا شبيه
لَهُ في عَظَمَتِه. وصلّی الله علی سيدّنا ونبيّنا محمّد صلّی الله عليه و آله
الطیِّبین الطاهرين واصحابه المنتجبين. عبادالله، أُوصيكم و نفسي بتقوی الله و
اتّباع امره و نهیه. قال الله الحكیم فی محكم كتابه المبین أعوذ بالله من الشیطان الرجیم:

في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا
اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ
تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء
الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ
اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن
يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ النور، آیات 38ـ 36

المقدّمه :

توصّلنا في الخُطَب الماضیة إلی أنَّ تشكیل العائلة تزید الإنسان
تعَمُّقًا في العبادة من الناحیة الكیفیّة و الكمّیّة و ذكرنا بعض الأمثلة. ثم
ذكرنا بعض العبادات التي هي أجمل و أكثر تأثیرًا في الروحیّةً من قبیل الصلاة و
الدعاء مع العائلة في المسجد، و كذلك تلاوة القرآن الكریم في المنزل و الصیام
العائلیة في شهر رمضان المبارك. ثمَّ رأینا في المرحلة الثانیة تأثیر العبادة في تحصیل
سعادة العائلة و قلنا أنَّ العبادات لها آثارها علی أخلاق الإنسان في مجالات الفكرية والاخلاقیة و العَمَليّة. و في هذه
الخطبة نتطرّق إنشاء الله تبارك و تعالی إلی كیفیّة تأثیر العبادة علی الإنسان و
الوسائل التي فیها لتحقیق السعادة العائلیّة و المحبّة بین الأفراد و منها:  

کیف تؤثّر العبادة علی العائلة؟

إنَّ البحوث العلمیّة بیّنت أنَّ العوائل التي لا إلتزام لأعضائها
بالعبادة و الإیمان بالمولی العزیز القدیر یکونون منحرمین من التمتُّع و یُعانون
تحت ضغوط الأعصاب و كثیرًا ما تتلاشی  تلك
العوائل و تنجرّ في النهایة إلی الطلاق. في حین أنَّ العوائل التي یكون أعضائها
ملتزمین بالعبادة یتمتّعون بالحیاة العائلیّة و الإستحكام و الثبات في العلاقات و
یكونون راضین بحیاتهم.

فلننظر لم یكون الأمر هكذا ؟  

 كیف یمكن أن تقوّي العبادات
بنیان العائلة ؟ و من الأجوبة الكثیرة علی هذا السؤال هو ما إكتشفه المُحَقِّق في
العلوم النفسيّة ألكسیس كارل فإنّه رأی أنَّ الدعا و العبادة تؤثِّر في جسم
الإنسان و روحیّته و تهب له التوافق بین الإحساسات العرفانیّة مع الإحساسات
الأخلاقیّة.

فإنّنا نری البشاشة و الرأفة في وجه الأشخاص الذین یتضرّعون إلی الله
تبارك و تعالی في العبادة، أنّهُم یحسّون بالواجبات التي هي علی عاتقهم و یعملون
الصالحات و یرجون الخیر للآخَرین و لا یُری في وجوهِهِم الشرّ و الحسد تجاه
الآخرین. . و هنالک الكثیر من الخصائص الحسنة الأخری للعابدین، منها صفاء القلب و
العزم و الحكمة في الأعمال و البشاشة و الإنبساط في الأخلاق من دون قلق و قبولهم
للحقّ و هلُمَّ جرّا . . فما لاشك فیه هو أنَّ هذه الخصائص تجعل الحیاة متاعًا
جمیلا.

و أودُّ أن أذكر هنا العوامل العبادیّة الأربعة التي لها تأثیرها
الإیجابيّ علی العائلة و منها :

1ـ العامل الأوّل:

إنَّ أولی الخصائص العبادیّة التي لها تأثیرها علی العائلة هي أنَّ
الذي یعبد الله تبارك و تعالی ربّ الرحمة و الرأفة مخلصًا له الدین،  سوف یذوق طعم المحبّة و الرأفة بصورة عمیقة، و
یخرج عن العالم المادّي الذي هو ملیئٌ
بالظلمات و یستأنس بالعالم الروحيّ الوسیع الذي هو المنوّرُ للقلوب. و في هذه
الحالة یحسُّ الإنسان بالمحبّة بصورة أعمق و تتغیّر عنده موازین المحبّة و
العلاقات مع الآخرین. و لذلك تضمحلّ الصفات التي تُضعِّف العلاقة والمحبّة بین
أفراد العائلة. و حین تضمحلُّ هذه الصفات السلبیّة بین أفراد العائلة، تتعمّق
العلاقات بین الزوج و الزوجة و بین ذریّتهم.

و من أعلی النماذج للعلاقة بین الزوج و الزوجة هي علاقة الإمام عليّ
بن أبیطالب ع مع زوجته و ذریّته ع فبالرغم من أنّه كان رجلٌ یحمل مسؤلیّات
إجتماعیّة عظیمة علی عاتقه، كان قد نظّم حیاته بتخصیص قسمٌ من الوقت لعبادة المولی
العزیز القدیر و قسمٌ خاصٌّ لتقویة العلاقة الصمیمیّة  مع زوجته فاطمة الزهراء ـ سیّدة نساء العلمین و
أبنائهم ـ علیهم سلام الله ـ مبنیًّا علی أساس المحبّة التي لا حدود لها. و ما
نراه في بیانه لغمّه و حزنه في نهج البلاغة عند فقدان زوجته فإنّه قال « قَلَّ
یَا رَسُولَ اللَّهِ عَنْ صَفِیَّتِك صَبْرِی وَ رَقَّ عَنْهَا تَجَلُّدِی …
فَلَقَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدِیعَةُ وَ أُخِذَتِ الرَّهِینَةُ أَمَّا حُزْنِی
فَسَرْمَدٌ وَ أَمَّا لَیْلِی فَمُسَهَّدٌ لا يبرح الحزن من قلبي إِلَى أَنْ
یَخْتَارَ اللَّهُ لِی دَارَك الَّتِی أَنْتَ بِهَا مُقِیمٌ الخطبة 193 »

و أمّا في عصرنا هذا فإنَّ الإمام الخمیني ره هو الذي كان من نماذج
أهل العبادة و طاعة الله تبارك و تعالی و قد كتب العدید من الرسائل لزوجته فیها
بیان علاقته بها.

2ـ العامل الثاني:

إنَّ الذي یعبد لله تبارك و تعالی یعلم بأنَّه جلّ و علا یری كلّ شئ و
لا تعزب عنه صغیرة و لا كبیرة حتّی و لا لطرفة عینٍ و یعلم أنَّه سوف یأتي یوم
الحساب الذي یجب علی العبد فیه أن یجیب علی كلّ سؤال أمام الله تبارك و تعالی عمّا
قام به في الحیاة الدنیا. و من کان متیقِّنًا من هذه الحقائق فسوف یحفظ حرمة
الأخلاق الحسنة حتّی من دون أیّة مراقبة من قِبَل الآخرین.

و هذا هو ما لایدركه الإنسان الذي یكون محرومًا من العبادة و لا
یستطیع أن یفهم هذه الحقیقة فالسؤال المطروح هنا هو: « ألم یَعلم بأنَّ اللهَ
یَری »  و بناءً علی هذا الأساس سوف
یسعی الإنسان الذي یدرك هذه الحقیقة لأداء حقوق الآخرین و یتجنّب عن ضیاع حقّ أيِّ
إنسانٍ و یکون حریصًا علی الخصوص لأداء حقوق الوالدین و أبنائه و بناته و جمیع
الأقرباء. و من خیر النماذج لهذه الخصلة في عصرنا هذا هو تعامُل المرجعیّة العلیا
للشیعة مع والده و والدته.

 3ـ العامل الثالث:

إنَّ العامل الثالث هو ما یخصُّ محتوی العبادة. و لتوضیح هذا العامل
یجب بیان ما نراه في الرذائل الأخلاقیّة التي تُخَرِّب و تُشَتِّت العائلة من قبیل
الأنانیّة و كثرة الشكوك تجاه الآخرین و الأخلاق الرذیلة و أخذ كلّ صغیرة بنظر
الإعتبار لِلَومِ الآخرین و المعاندة و عدم الصبر و عدم التأنّي و النظر
الإنتقاديّ إلی الآخرین و إفشاء سرّ الآخرین و النظر إلی ما یقوله الآخرین و
هَلُمَّ جرّا.

و فی نفس الحال نری أنَّ المضامین
و المحتویات التي هي في العبادة و خصوصًا ما هو في الکثیر من الأدعیة، هي التي
تساعد الإنسان علی التزكي و التنحّي من الرذائل الأخلاقیّة. و لتوضیح هذه الأمور
یجب أن نعلم بأنَّ أهمّ المراحل لإصلاح النفس الأمّارة بالسوء هي الإرادة القویّة
لإصلاحها، فلو لم یتخِّذ الإنسان القرار القطعي لإصلاح الذات ، فلا یستطیع أن
یتوصّل إلی ذلك. و لكنّ الإرادة لها أیضًا متطلّباتها و أهمُّها هو إدراك الإنسان
بوجود المشاكل في نفسه و معرفتها.

إنَّ مضامین بعض العبادات و الأدعیة تُعِینِ الإنسان لیدرك مشاكله
النفسیّة لیعترف بنواقص شخصیّته و أن یسأل الله تبارك و تعالی التوفیق و المعونة
لإنفاء الرذائل الأخلاقیّة من نفسیّته و منها ما نراه في الآیة 147 من سورة آل
عمران في قوله تعالی: « رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَ إِسْرَافَنَا فِي
أَمْرِنَا؛ » و في الآیة 10 من سورة الحشر في قوله تعالی « وَلا تَجْعَلْ
فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا »

كما و هنالك الكثیر من أدعیة أئمّة أهل البیت علیهم السلام  مثل أدعیة الأمام السجّاد ع و منها ما محتواه
« أللهُمَّ أعوذ بكَ من مَخادع الحِرص و إظهارِ الغضب و كدورة الحَسَد و ضَعف
الإخلاص وقلّة القناعة و الغضب و المبالغة في طلب الملذّات و التعصُّب بالباطل . .
. »

  4ـ العامل الرابع :

 إنَّ العبادت لها أشكالها و قوانینها المتنوّعة و لكلٍّ منها آثارها
الإیجابیّة، كما نری ذلك في الأمثلة الآتیة:

  1ـ من العوامل التي
هي جذور التشتُّت في العائلة هي المبادرة الی السیئات. و فی مقابله، نری ان
العبادة تجعل الإنسان یتجنّب السیِّئات كما نری بیان ذلك في الآیة 45 من سورة
العنكبوت في قوله تعالی: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَی عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ
الْمُنْكَرِ  

 و للمزید من التوضیح:

حین یصلّي الإنسان المؤمن بصورة منظّمة یتباعد بالتدریج عن إرتكاب
المعاصي و الذنوب و خصوصًا حین   یذهب
كثیرًا إلی المساجد لإقامة الصلاة فتتفانی أرضیّة إرتكاب القبائح في نفسه و
العلاقات التي عنده مع الذین یسوقونه نحو القبائح و الذنوب تنقطع بمرور الزمان و
تتزاید علاقاته مع المؤمنین الذین هم الأسوة الحسنة للصالحات. 

2ـ و من العوامل
الأخری التي تُخَرِّب كیان العائلة هي الغرور و التكبُّر في التعامل بین الزوج و
الزوجة. و فی مقابله نری انَّ بعض العبادات تعین الإنسان للسیطرة علی النفس
الأمّارة بالسوء كما نری بیان ذلك في الخطبة المعروفة لسیّدة نساء العالمین فاطمة
الزهراء علیها سلام الله و من ضمن تلك الخطبة الجمیلة هو : « فَجَعَلَ اللَّهُ
الصَّلَاةَ تَنْزِيهاً لَكُمْ‏ عَنِ‏ الْكِبْرِ » [1]

 و للمزید من التوضیح:
حین یقع الإنسان ساجدَا علی التراب حامدًا شاكرَا لله تبارك و تعالی ، مستغفرًا
لذنوبه  فسوف یضمحلّ الكبر و الغرور عن
أخلاقه  بمرور الزمان.

 3ـ  و من العوامل التي تُهدِّد كیان العائلة أیضًا
في بعض الحالات هی الفقر المالی. و لكن هنالك من العبادات التي تدفع الفقر عن
العوائل، کالانفاق و الصدقه و القرض. و كما جاء ذلك في بیان أمیر المؤمنین عليّ بن
أبیطالب ع في قوله : «حِجُّ الْبَيْتِ وَ الْعُمْرَةُ فَإِنَّهُمَا
يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَ يُكَفِّرَانِ‏ الذَّنْبَ‏». [2]  

 4ـ إنَّ التفاخُر و
المنافسة هي التي كثیرًا ما تُلاشي العلاقات العائليّة و هنالك من العبادات ما هي
تمنع الغنيّ عن المباهاة أمام الفقراء کما نری في قول الإمام الحسن العسكريّ ع
فائدة الصوم: « لِيَجِدَ الْغَنِيُ‏ مَسَّ الْجُوعِ فَيَمُنَّ عَلَي
الْفَقِيرِ». [3]
   

 5ـ إنَّ القلق و الخوف
من سوء الحظّ و الإیّام العسیرة تؤدّي بالبعض من الشباب إلی الخوف من الإزدواج ،
أو أنّهم ینجرّون بها إلی التشاؤم و ذلك ما فیه التهدید لنظام العائلة. في حین
أنَّ من العبادات ما تُبَدِّل الشقاوة إلی السعادة و منها ما قاله الرسول الأكرم
المصطفی الأمجد أبوا القاسم محمّد ص : « أَلصَّدَقَهُ عَلى‏ وَجهِها و
إصطِناعُ المَعروفِ وَ بِرُّ الوالِدَینِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ تُحَوِّلُ الشِّقاءَ
سَعادَهً و َتَزیدُ فِى العُمرِ وَ تَقى مَصارِ عَ السُّوءِ. » [4]
 كما و قال في حدیثٍ آخَر: «
الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ وَ كُلُّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا إِلَي الصَّلَاةِ
صَدَقَة ».

 6ـ إنَّ إحدی المشكلات
التي تعاني منها الكثیر من العوائل هي عدم وجود الضمان و الأمان لها، فإنّهم في
حاجة إلی من یعینهُم و یهدیهم عند الشدائد و المشاكل لإزالة الخوف و القلق في
أنفسهم و خیر الملاجئ عند الشدائد هي العبادة.

فإنَّ العبادة تجلب الحمایة الغیبیّة و تؤدي بالإنسان إلی الإتِّصال
بعالم الغیب. ففي سبیل المثال نری في الروایة التي جاء فیها أنَّ « البیوت التي
یُقام فیها الأذان و الإقامة قبل للصلاة، ینظر الله تبارك و تعالی إلی تلك البیوت
بنظرة خاصّة » كما نری بیان ذلك في روایة عن الرسول الأكرم ص قال فیها: «
الدّعاء بين
الأذان و الإقامة لا يُرَدّ » [5]
كما وقال ص «
یا عليّ إنَّ الأذان نورٌ »  أي أنَّ
الأذان یعین الإنسان لیری سبیله في الحیاة حتي في الظلمات.

النتیجه:
بصورة عامّة تجد العائلة الصفاء و الطمأنینة و المعنویّات ببركات العبادة و
بالإرتباط بعالِم الغیب و الشهادة جلّ و علا و به تتنوَّر القلوب و یزداد نشاطها و
قوّتها و صبرها عند المشاكل كما نری بیان ذلك في الآیة 145 من سورة البقرة في قوله
تعالی : « وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ »  كما و
قال الإمام عليّ أمیر المرمنین ع ما محتواه أنَّ « ذكر الله یُنوِّر القلوب و
یجلب السكینة في الأنفس »

نسأل الله تبارك و تعالی التوفیق لمعرفة حرمة القوانین الإلهیّة في المحیط العائلي و أن
یرحمنا جمیعًا و أن یحفظ عوائلنا بكلّ عزمٍ و ثبات.و أن یمنَّ علینا بالتوفیق للإیفاء بالعهود الإلهیّة طوال الحیاة و أن
یمُنَّ علینا جمیعًا بالهدی و التوفیق لطاعته و التوجـُّه إلیه جلَّ وعلا بقلبٍ
سلیم ملیئٌ بالحبّ والإیمان و العمل الصالح في سبیله جلّ و علا.

 

                                                                                           
آمین یا ربِّ العالمین             

                                                                              
     والسلام علیكم و رحمة الله وبركاته 

[1]   محمّد باقر المجلسي، ج29، ص223

[2]   حسن بن علي بن شعبة الحراني،
ص149

[3]   محمّد بن علي بن بابويه، أمالي الصدوق، ص42

[4]   محمّد باقر المجلسي،  ج29،
ص223

[5]  كتاب الإثناعشرية ص 8     

 

اترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Post comment