صلاة الجمعة

الخطیب:مُقامة مِن قِبَل حجة الإسلام و المسلمین إسماعیل الأنصاري05.02.2016       بسم الله الرحمن الرحیمالحمد
لله ربّ العالمین بارئ الخلائق أجمعین نحمده و به نستعین و نشكره علی نعمه
وصلّی الله علی سیّدنا و نبیّنا محمّد صلّی الله علیه وعلی آله الطیبین
الطاهرین و أصحابه المنتجبین.عباد الله أُوصیكم و نفسي بتقوی الله و اتّباع امره و نهیه.

 إنَّ من وصایا أمیر المؤمنین عليّ بن أبیطالب ع
في نهج البلاغة «اعلَمُوا عِبَادَ اللّهِ
أَنّ التّقوَی دَارُ حِصنٍ عَزِیزٍ وَ الفُجُورَ دَارُ حِصنٍ ذَلِیلٍ لَا یَمنَعُ
أَهلَهُ وَ لَا یُحرِزُ مَن لَجَأَ إِلَیهِ أَلَا وَ بِالتّقوَی تُقطَعُ حُمَةُ الخَطَایَا»

فى
هذه الخطبة سوف نبيّن وظيفة المسلمين تجاه المسجد. المسجد بيت اللّه و محل إجتماع
المسلمين و محل روحانياتهم و أمنهم و أمانهم. لذا كان على المسلمين وظائف مهمة إتجاه
هذا المكان المقدس. كما أن الإنسان يسعى دائما للحفاظ على منزله و بيته و يعمل على
تطويرها فمن الحرى به أن يحافظ على المساجد لأنها بيوت اللّه عزّ و جلّ. حيث يقول
النبى ص : من أراد أن یکون قبره وسیعا فسیحا فلیبن المساجد، و من أراد
أن لا تاکله الدیدان تحت الأرض فلیسکن المساجد، و من أحب أن یکون طَریّا مُطِرا لا
یبلی فلیَکنُس المساجد، و من أحب أن یری موضعه فی الجنة فلیَکسُ المساجد بالبسط.

احد
تلك الواجبات هى الحفاظ على محتوايات المسجد من حيث البناء و الشكل، كعمارة
المساجد و إعادة ترميمها. حيث يقول النبي ص : من اراد أن یکون قبره وسیعا فسیحا فلیبن المساجد.

و
من تلك الواجبات أيضا و ذات الوجه الشرعية هى الحفاظ على طهارة المسجد حيث أمراللّه
نبيّه ابراهيم فى القرآن الکریم: وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن
طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ.

نلفت الإنتباه إلى أنه لا يجوز
أيضا شرعا، الدخول الى المساجد إلاّ على الطهارة من الحدث الاكبر الذى يحتاج الى
غسل لرفعه كالجنابة و الحيض و النفاس. كما يقول النبي ص : “لَا تَدْخُلِ‏ الْمَسَاجِدَ إِلَّا بِالطَّهَارَةِ”

و
من الواجبات على المسلم أن يراعي آداب المساجد التى نصت عليها روايات عديدة.

لاننا
عندما نجلس في المسجد نكون ضيوف الرحمن لذا علينا ان نتخلق باخلاق تليق بالمضيف.
لذا نشير الى بعض هذه الآداب:

-نفس
الحضور فى المساجد يعد احتراما للمسجد و تواضعا للّه. لأنّ اللّه لا يريد منا فقط أن
ندعم المساجد بأموالنا. رغم اهمية الدعم المادى لكن الهدف من خلال بناء المساجد هو
إقامة الجماعات من خلال الصلاة و الدعاء و التواصل الاجتماعى بين المسلمين و حلّ
مشاكلهم المادية و المعنوية. لذا أشار النّبى ص في الرواية و من اراد أن لا تاکله الدیدان تحت الأرض فلیسکن المساجد .

في
روایة اخرى عن النبي ص
لا تُرفَعُ فيهاالأصواتُ، ولا يُخاضُ فيها بالباطِلِ، ولا يُشتَرى
فيها ولا يُباعُ، واترُكِ اللَّغوَ.

-الذهاب الى المساجد بحالة الوقار و السكينة؛

-قبل
الجلوس بالمسجد من المستحبات الاكيدة، صلاة ركعتى تحية المسجد؛

-من
المستحبات أيضا أن يلبس الإنسان المؤمن الثياب الجميلة و النظيفة و أن يتعطر بريح
طيب؛

-الجلوس
في المسجد بطريقة محترمة كأن لا يمدّ رجليه او يستلقى على ظهره فى المسجد؛

و
أخيرا أحبّ أن أذكر أنه كما يجب أن نحترم المسجد و نتعامل معه بأدب و إحترام، جدير
بنا أيضا أن نحترم بعضنا البعض و نتعامل بأدب مع بعضنا البعض، خصوصا عندما نريد أن
نبيّن حكما شرعيا أو تفسير آیة او حلّ مشكلة فإذا كنّا في الخارج مأمورين بهذه الآداب
فكيف إذا كنّا فى بيت من بيوت اللّه.

فإذا
تعاملنا نحن الكبار و راعين هذه الآداب، نكون القدوة الحسنة للشبابنا و بناتنا حيث
نشجعهم على الحضور في المساجد و الإلتزام بها ليصبح المسجد يعيش في كيانهم. لتعطى المساجد صورة حسنة و
مشرقة فى المجتمع، يراها الإنسان مليئة بالأخلاق و المعنويات و الحبّ و الإحترام و
القداسة.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Post comment